بعد النصر الكبير الذى حققه المسلمون فى غزوة بدر الكبرى أراد الله أن يمتحن المسلمين ليفرق بين الصادقين والمنافقين وهو الأمر الذى حدث فى غزوة أحد ولهذا أنزل الله عز وجل أياته الكريمة عن تلك الغزوة فى سورة آل عمران فقد أنزل عز وجل ثمان وخمسون آية منها حيث ننوه فى اكلات أن تلك الآيات الكريمة بدأت بالتحدث عن إعدادات الحرب والمراحل البدائية لها فى تلك الغزوة حيث قال سبحانه وتعالى: “وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال” صدق الله العظيم وانتهت هذه الأيات بالتحدث عن كيفية غنتهاء المعركة والدروس والعبر المستفادة منها والتى أراد الله سبحانه وتعالى أن يوصلها للمسلمين حين قال الله تعالى: “ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب"
حيث اقام الله عز وجل تلك المعركة لبين ما فى داخل كل نفس وإذا ما كانت القلوب صافية وصادقة أم منافقة حيث أن تلك الغزوة كان لها اثرا كبيرا وحملت العديد من الحكم التى يتناولها المسلمين في مختلف الزمان والمكان حيث يتعلم منها المسلم الكثير من الدروس التى يتوارثها الأجيال حيث تركت تلك الغزوة أثرا كبيرا فى نفوس المسلمين على مر العصور
وأهم نقطة أشارت لها تلك الغزوة والتى بنيت عليها هى النتيجة التى تحدث عندما يعصى ويخالف الجنود أمر القائد فهى اكبر مثال على المعصية والفشل والتنازع الذى يحدث عند اختلاف الرأى وعدم طاعة القائد فى أوامره حيث أن خلالها ظن المسلمون أنه فازوا وإستبشروا بالنصر على الأعداء فذهب النصر عنهم نتيجة إختلافهم في توزيع الغنائم والتنازع فيما بينهم عليها حيث اوضح الله سبحانه وتعالى نتيجة الإختلاف والتنازع في الرأى فيما بينهم فى آياتهم حين قال الله تعالى: “ولقد صدقكم الله وعده إذ تحُسُّونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم” صدق الله العظيم
حيث كانت تلك النتيجة هى النتيجة العادلة لأمة قررت أن تعصى ربها وخالفت أمر نبيها فكيف بعد ذلك ينالون النصر فى معركة عملوا خلالها على التقليل من شأن مبادئ الإسلام فيما بينهم حيث أن خلال تلك المعركة تفرقت كلمة المسلمين فكيف ينعم الله عز وجل عليهم بالنصر بعد ذلك حيث نذكر فى اكلات أن من أهم الدروس المستفادة من غزوة أحد أنها علمت كل مسلم على ضرورة إيثار الدنيا على الآخرة وأن الله يمكن أن يمنع أمة مسلمة نصره وعونه وذلك عند تسلل حب الدنيا وما فيها إلى قلوب تلك الأمة ويفضلوها عن الآخرة
ومن هنا وجب على كل مسلم أن يبحث فى قرارة نفسه وخباياها عن ماهيته بالفعل وأن يعى لضرورة تجنبه لفكرة تفضيل الدنيا بطريقة جنونية لدرجة أن ينسى خلال ذلك أن هناك الدار الآخرة وأنه سيقابل يوما ما الله عز وجل لذلك وجب على كل مسلم أن ينفذ أوامر الله عز وجل وإطاعته والبعد عن الأمور التى تغضبه سبحانه وتعالى
كما أننا علمنا من خلال تلك الغزوة قيمة وأهمية الشهادة فى سبيل الله ومنزلتها بين الأعمال الصحية حيث تعتبر الشهادة فى سبيل الله أعلى الدرجات والمراتب عند الله ومن خلال تلك المعركة أراد الله سبحانه وتعالى أن يرى عباده الصالحين الذين يفضلون محبة ورضا الله عز وجل على أنفسهم فقد قال الله عز وجل “ويتخذ منكم شهداء” كما كانت تلك الغزوة أحد الوسائل التى جاءت لتأكد سنة الصراع بين الهدى والضلال حيث أراد الله أن تكون سنة فى أن تكون الحرب سجالا بين رسل الله وأتباعه وبين أعداءه وتنتهى بعاقبة الأعداء فى النهاية حتى لو أمتد الباطل فالغلبة فى النهاية للمؤمنين فهذة سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا