قال الشاعر الانجليزى الشهير توماس اليوت فى المرأة ( لم أستطع أن أعرفها و لم يزدنى قربها منى الا حيرة فى أمرها و لكننى استطيع أن اقول شيئا واحدا و هو اننى لم ارى رجلا واحدا استطاع ان يعيش بغير امرأة و لكن قلة هم الذين استطاعوا ان يعيشوا لامرأة واحدة )
المرأة فى نظر الرجل هى ذلك المخلوق الغامض الذى عجز عن سبر أغواره و ربما كان هذه هو أحد الاسباب التى أدت الى تقلبه و عدم استقراره و دفعه دائما الى عدم التعلق بامرأة واحدة و البحث عن غيرها لعله وجد فيها ما ينشده من فهم و ادراك لحقيقة نفسها و ما تخبئه
أما المرأة فترى نفسها انسانا بسيطا غير مكتمل و لا يمكن ان يكتمل الا بعد ان يلتقى بنصفه الاخر . . بالرجل حتى تصبح الحياة دائرة مكتملة الاستدارة و هى تعرف ما تريد و تبذل كل ما فى وسعها لتحقيق هدفها من الحياة فاذا بلغت هذا الهدف تمسكت به و حرصت عليه و ضحت بكل شئ فى الدنيا فى سبيل اسعاد رجلها و بيتها و اطفالها
و بالرغم من هذا لا يكف الرجل قط عن ترديد تلك العبارة التى جائت على لسان الشاعر اليوت : ( اننى لا استطيع ان افهم ىالمرأة )
و مع هذا فمن الصعب ان نجد امرأة واحدة تؤمن بصدق قول الرجل فيها . . فهى تعلم انها ليست لغزا و أن الرجل يستطيع ان يفهمها لو انه بذل فى سبيل ذلك جهدا بسيطا لن يكلفه اكثر من مجرد التوقف و التفكير قبل أن يتخذ قرارا من تلك القرارات المتسرعة الطائشة التى كثيرا ما تدمر حياته و تقضى على سعادته و سعادة بيته و اطفاله
لم يكن فى هذا الذى قاله اليوت منذ نصف قرن من الزمان او يزيد جديدا فما زال الرجل فى كل زمان و مكان ينظر الى المرأة نظرة ملؤها الشك و الريبة و هو يرى نفسه يتراجع امامها ليفسح لها الطريق فى شتى مجالات الحياة التى راحت تغزوها فى ثقة و اعتزاز و ايمان بالمستقبل