قبل ان نخوض فى حديثنا هذا فى الخوف فيجب ان نفرق بين الخوف و الجبن فالخوف امر انسانى سوى و الذى لا يخاف اطلاقا مخلوق غير موجود فى عالمنا الحى و لو فرضنا جدلا وجوده لما استطاع ان يبقى و الخوف متصل بحفظ البقاء اما الجين فرذيلة قد تكون على صلة بالخوف و لكنها ما فى ذلك من شك امر مرضى من جهة و على صلة بالاخلاق و المفاهيم الاخلاقية من جهة اخرى .
لابد من ان نقرر ان الخوف انفعال و انه على صلة بالعقل و لا سيما الادراك و بالجسد فانت لا تخاف الا اذا ادركت وجود خطر بتهدد بقاءك و الذى لا يدرك وجود خطر و يتهدد بقاءه اما عن جهل او عن غفلة او عن عدم انتباه لا يخاف
و انت حين تخاف تضطرب و هذا الاضطراب يشمل عقلك و جسدك بمعنى ان تفكيرك و ادراكاتك و احكامك و محاكماتك كلها تضطرب كما ان جسدك تضطرب وظائفه الظاهرة و الباطنة
مما تقدم يتضح لنا ان الخوف هو فى الدرجة الاولى ميل الى الهرب و اذا لم يقم عائق فى وجه هذا الميل فانه يصبح هربا كاملا اما اذا امتنع الهرب لسبب خارج عن ارادة الخائف او بسبب من ارادته هو فا مشهد الخوف قد لا يكتمل لكنه اذا اكتمل كان اشد و اقوى
و قبل ان ننتقل الى العلاج لابد من المامة سريعة بمخاوف الاطفال و هى امور تشغل بال الاباء و الامهات و المربين و تهم القارئ ايا كانت صفته
و لنلاحظ اولا ان الطفل يولد مزودا بقدرة كامنة على الانفعال عامة بما فى ذلك الخوف لكن نمو الفرد انفعاليا يتوقف قطعا على الفاعل الذى يتم بين عمليات النضج الجسدى و العقلى و عمليات التعلم من المحيط
و الدراسات السيكولوجية الحديثة اميل الى الاعتقاد بان الخوف لا يظهر عند الطفل قبل الشهر السادس من عمره و حتى فى هذه السن لا يكون الخوف واضحا و لا محدودا لكن الطفل لا يكاد يتقدم به العمر و يتصل ببيئته و من فيها و ما فيها حتى تتوضح مخاوفه و تتحدد حيث ان الطفل الذى يعيش فى محيط لا يخشى الحية مثلا ينمو و هو لا يخشاها اما الطفلة التى تسمع صراخ امها حين ترى فأراً فانها ستكبر لتخاف الفأر
من واجبنا ان نذكر بان بعض الاطفال بطبيعتهم و لاسباب كثيرة جسدية و نفسية اقرب الى استشعار الخوف و بعضهم فى ذلك اسرع من بعضهم و مثل هؤلاء الاطفال بحاجة لانتباه خاص و مثابر
على ان كثرة الاطفال تخاف الظلام و الوحدة و بعض انواع الحيوانات و سواها و لا ينفع ابدا ان ندفع الطفل الى مثل هذه المواقف و نكرهه عليها اعتقادا منا بان هذه هى الطريقة الوحيدة لتخليصه من مخاوفه ذلك بان بعض الاطفال فى مثل هذه الاحوال ينقلب خوفهم من سوى الى مرضى فيندم الاهل ولات حين مندم
علاج الخوف يتلخص فى التالى :
1 - العلاج الجسدى و ذلك ينفع فى علاج المخاوف المرضية حيث ان صاحب البنية الضعيفة و الاعصاب الهشة و المريض اقرب الى الخوف من غيرهم من الاسوياء و العلاج دواء مقوى لاستعادة الصحة
2 - للمخاوف النفسية عليك ان تعمل على ضبط الخيال لدى الطفل فالخوف يتحكم فى الانسان بواسطة الخيال و الوهم هو الذى يخضعنا لتأثير الاشباح و من واجب المربى ان يعود الطفل ضبط خياله دون القضاء عليه
3 - العادة هى وسيلة هامة من وسائل القضاء على المخاوف النفسية ذلك بان تعويد الطفل السير فى الظلام مثلا و مواجهة الامور التى تخيفه هى الطريقة الوحيدة التى تخلصه من مخاوفه فالعادة تذهب الرهبة
4 - الايحاء و لا سيما الايحاء الذاتى هو من اهم انواع العلاج ان لم يكن اهمها على الاطلاق يجب اللجوء اليه دون تردد و ينحصر الايحاء الذاتى فى ان يكرر الخائف القول لنفسه بانه لا يخاف و انه شجاع و ان يتصرف ترف الشجعان و يتخذ مواقفهم و اوضاعهم الجسدية و النفسية على حد سواء
5 - و اخيرا تبقى المعرفة هى الوسيلة الاساسية و الهامة حيث تعريف الطفل بموضوع خوفه و مساعدته على ان يراه على حقيقته و لا شك ان حسن المحاكمة و صحة الادراك و اللجوء الى العلم و تعويد الطفل ضبط النفس اسس هامة لكل وقاية و كل علاج